Saturday, March 7, 2009

محكمة العدل المهلبية


محكمة العدل المهلبية

يا محكمة العد ل  يا دولية

كفاياكى ظلم فينا  وأذية

على العرب دايما  مفترية

وعينك عن اسرئيل  وأمريكا مغمية

***************

دا ميزان عدلك مش  موزون

والعدل عندك  بالمقلوب

لا تقوللى أعمى  ولا يحزنون

 المهم انها هتحكم بالمطلوب

****************

والمطلوب كلنا عارفينه

عمرها ما هتحكم  باللى عايزينه

ورائينا على طول  مقرطسينه

وأمر الصهاينة من غير تردد منفذينه

**************

قالوا العدل أعمى  وده معاهم كلام مغلوط

ممكن أعمى بس فى  ايد الصهاينة مربوط

متحكمين فى كل  حاجة سياسة وعلم وفلوس

واحنا نايمين فى  الوهم سابع نوم

****************

بنعيد ونسأل  العيب من مين بالضبط

كتير يقول منهم  ونخدع فى بعض

العتب علينا احنا  من الأصل

دافنين راسنا  دايما فى الرمل


Thursday, March 5, 2009

شيخ و شجرة



شيخ و شجرة

إعتادت عيناى أن تراه كل يوم فى ذلك المكان لا يبرحه قط, يجلس ساندا ظهره إلى جذع شجرة عتيقة تناطحه فى العمر, من يراه من بعيد يظنه تمثال ابدع المثال فى نحته حتى تطابق مع الحقيقة فهو لا يتحرك قط حتى وجهه ثابت ونظره شاخص, احببت ذات مرة أن أعرف قصته وما ورائه من ذكريات, فتشجعت ذات مرة واقتربت منه متامله, فوجدته قد تشابه مع تلك الشجرة التى إتكأ عليها, فتجاعيد وجهه –التى قد تظنها خريطة طرق مدينة مزدحمة كإزدحام ذكرياته كأنسان بدا لى تعدى المئة من عمره-  تتشابه مع تجاعيد جذع تلك الشجرة فلولا اختلاف لون بشرته لن تستطيع أن تفرق بين وجهه وهذا الجذع. أما رأسه الصلعاء التى افقدتها التجاعيد بريقها وخلت من الشعيرات تشابهت مع تلك الشجرة التى فقدت أوراقها هى الأخرى وكأنها أصبحت تعيش فى خريف دائم. لكننى وجدت عيناه ببريقها القوى الممزوجة نظرتها بالكبرياء كبرياء تلك الشجرة فى مواجهة الزمن .

فبادرته بالحديث مناديا إياه يا عماه فلم أجد إجابة منه إلا بعد الكثير من الوقت و قد حول رأسه أخيرا إلى ناظرا إلى نظرة مندهشة وكأن لسان حاله يقول من ذا الذى شغل نفسه فى أن حتى يلقى التحية عليه . فما أن بدأ فى الكلام مسترسلا فى رواية ذكرياته -وكأنه كان فى امس الحاجة الى ان يجد من يحدثه- حتى بدأت نظرتى تختلف فذاك الشيخ لم يتشابه مع الشجرة فى الشكل فقط بل تطابق معها فى الأحاسيس و الوجدان, فسترى التجاعيد فى ذكرياته قد اضافتها الاحزان إليها -التى بدا لى من خلالها ان عمره تجاوز ما توقعته -

إما أوراق الشجرة التى تساقطت فهم أحباءه وأقرباءه الذين تساقط الواحد منهم تلو الآخر تاركين شيخا وحيدا بدون مصدر محبة أو حنان يرويه كتلك الشجرة التى فقدت من يرويها إلا انها ظلت صامدة فى مواجهة الزمن مثله.

كان ذلك كل ما اذكره من حديث ذلك اليوم الذى طال فإلتهم كل ما كان قد تبقى من نهار هذا اليوم , فتركته عائدا الى المنزل مقسما إن أمر عليه كل يوم. لكن شاء القدر أن أجده فى اليوم الذى تلاه قد رحل أخيرا من تحت تلك الشجرة لكن إلى الأبد وكأنه أراد أن يترك الحياة بعد ان أفرغ حمله إلى تاركا لى تلك الكلمات التى ستظل تتردد فى أذنى كلما مررت بتلك الشجرة :"لا تتمنى أبدا أن تعيش طويلا بل تمنى أن تعيش محاطا بالأحبة حتى وإن عشت قليلا".