من لا يعمل بنفسه زبدة يومه لا يملك رزه المعمر أصلا
على فكرة العنوان مش تريقة على مقولة جمال عبدالناصر لكنها معدلة بلغة العصر زي مابيقولوا بس بلغة الإعلانات المستفزة اللي إنتشرت بقالها فترة
بس أنا برضه مش هتكلم عن الإعلانات في شكلها في محاولة لصون لساني من السباب والشتائم التي تستحقها
وعلى فكرة الإعلانات بتبث كمية رسائل غير صريحة وfتلعب على العقل الغير واعي من غير ما حد يحس!
هتكلم المرة دي على إعلانين من أكتر الإعلانات المستفزة بالنسبالي كمضمون زي الزفت يتم بثه في العقول بدون أن ندرك مدى فداحة تأثيرهم
واحد بتدميره لعقل وخيال أطفال والأخر لتدميره لمبادئ مجتمع وفي المبادئ برضه مش هتكلم على الإعلانات التى أقل ما توصف بأنها سافلة لأنها لاتستحق أن تذكر أصلا
الإعلانين واحد قديم شوية والتاني هو جديد وقديم بس مبدأه مستخدم بقاله سنوات عديدة ومحدش مدرك مدى التدمير اللي بيعمله في أساسيات المجتمع ومقوماته
أول واحد هو إعلان لزبادي بطعم الفاكهة وفيه طفلين بياكلوا الزبادي ده وبدأوا يفكروا هو الزبادي ده إتعمل إزاي وبعد محولات قليلة راح ولد فال للتاني هو مش إنت بتاكله يبقى خلاص كل وخلاص !!!!
حد مدرك الإعلان ده ممكن يكون بيدمر عقلية وخيال الطفل بس ؟؟؟؟
لأ الألعن إنه بيعودوا على أنه ياخد الحاجة كده زي ما هية وميفكرش, يعني من الأخر يبقى زي الكائن اللي بيتعلف وبياكل وخلاص من غير مايفكر وفي نفس الوقت عمالين يحلبوا فيه ... من الآخر هيبقى زي البقرة مع مدى ظلمي للبقرة على الأقل البقرة ربنا خلقها كده
ومن البقر برضه نروح للإعلان التاني وهوة عن منتج من منتجات البقر اللي هو الزبده والسمنة
عارفين من أكتر الحجات اللي بتنرفزني من فترة فعلا هي إعلانات السمنة والزبدة اللي بتدمر الريف المصري فعلا بجانب طبعا تدميرها لحجات كتيرة في السكة!
حد متخيل يعني إيه أفضل أبث في عقل الست المصرية أن الزبدة ولا السمنة الفلانية زي السمنة ولا الزبدة البلدي ومتختلفش عنها في أي حاجة ,بغض النظر بقى عن إنها مضرة علشان صناعية -وطبعا يجيبلك فى الإعلان ستات الريف بقى من أجل المنظر الإعلاني المحبوك- ! بس الألعن مش كده الألعن إنها بتبث فكرة إن خلاص مدام عندي بديل للأصل ومش هتعب فيها يبقى هجيبها طبعا !
فتحولت ست الريف من الست اللي بتنتج وبتعمل الزبدة والسمنة بنفسها إلى مجرد مستهلكة لسمنة وزبدة صناعي !
حد مدرك قد إيه الموضوع ده سبب إننا خلاص إتعودنا على إننا نكسل نعمل حاجتنا بنفسنا مدام فيه حد ممكن يعملهنا بغض النظر عن اللي هتكعه من فلوس وإنت مش محتاج تكع الكع ده !
ده زي المبدأ اللي خلانا نصدر موادنا الخام بدل ما نصنعها برخصة تراب ونرجع نكع دم قلبنا علشان نشتريها متصنعة !
فعلا تبا للرأسمالية البحتة اللي إحنا عايشين فيها اللي حولتنا من كائنات منتجة الى كائنات مستهلكة وبتتعلف ومن غير متفكر ! يعني من الأخر حولتنا لبقر رسمي -مع إعتذاري للبقر تاني إني شبهته بينا علشان البقر إتخلق كده مش زينا-
مكن نتكلم عن إعلانات تانية في مرات قادمة لو كان لينا عمر نظرا إن الإعلانات اللي بالشكل ده ماشاء الله كتيرة
المهم المرة دي خلينا نحاول نربي الأطفال اللي حولينا إنهم ميبقوش بقر وفي نفس الوقت نتعلم إحنا إننا نكون أصلا منتجين مش معتمدين على الفيليبنية اللي جايبلهالنا قال إيه بتخدمنا وبنكع دم قلبنا عليها اللي هيا الرأسمالية البحتة اللي بقو معيشنا فيها, على الأقل نغير سلوكنا :)