Saturday, October 1, 2011

صَدَفَة فقدت دُرتها


صَدَفَة فقدت دُرتها


لا زالت اتذكر ذلك اليوم;
لا أريد ان أتذكر كم كان عمري وقتها بالظبط لكنه كان بين العاشرة والثامنة تقريبا,
كنت وقتها مثلي مثل كثيرا من أقراني نتابع بشغف أحداث الإنتفاضة الفلسطينية,
أرجع من مدرستي إلى البيت فأتجه إلى التلفاز مباشرة لأرى ماذا جد من جديد
لازلت اتذكر عندما كان أهلي يمنعوني من مشاهدة نشرة الأخبار عندما يكون مكتوب تحذير تحت في شريط "يمنع مشاهدة الأطفال" وكانت دايما أخبار فلسطين تحمل هذا التنويه !
لا أدري لماذا كنت أتي في المساء عندما ينام جميع من في المنزل لأشاهد تسجيلات "بدون تعليق"
وكنت أخجل من نفسي رغم انني طفل عندما أرى اقراني يحملون حجارتهم في وجه دبابات بدون خوف
لا أنكر انني كنت أخاف أيضًا ان أكون في هذا الموقف ! لكني كنت أشعر بغضب طفولي غريب بداخلي
لا أنسى أول مظاهرة لي في حياتي.. كانت تلك المظاهرات التي نحمل فيها أعلام فلسطين في فناء المدرسة ونأتي بعلم الصهاينة فنحرقه
نعم ! إني اعتبر نفسي من جيلا محظوظا نمت بداخله كراهية للصهاينة منذ ان كنا أطفالا
وكان يوم 30 سبتمبر هو بالنسبة لجيلنا هو يوم 8 ابريل لآبائنا
فكما كان مشهد تلامذة بحر البقر منبع كراهية دائمة لأبائنا لهذا العدو الصهيوني كان مشهد رأيت فيه صَدفة تفقد درتها وهي بين أحضانها منبع كراهية تفجرت ولازلت تفيض بالتلك الكراهية لهذا العدو الصهيوني
لازلت اتذكر هذا المشهد الذي رأيته في الصحف لمحمد الدرة على شكل أرْبع صور متتالية وأنا لازلت ممنوعا ان أراه مسجلا عالتلفاز.(الذي رأيته بعده بعام كامل ولا استطيع ان اتذكر كام من الدموع انهمرت على وجهي وقتها .. كانت دموع ساخنة ليست من الحزن بل من غليان قلبي ومشاعري بوقود أسود من الكراهية ! )

أعلم أنا هناك الكثير والكثير من المجازر ! لكن كان هذا هو المشهد الذي انحفر في نفوسنا كأطفال في عمرنا وقتها; لهذا لا استطيع ان أتخيل كيف يمكن لقيادة سياسية ايا كانت هويتها ان تنسينا هذا الثأر !
لقد انحفرت هذه المشاهد التي رأيناها في طفولتنا في ذاكرتنا حتى وان كانت الباطنة كما حفر الفراعنة نقوشهم على معابدهم وظلت باقية ألاف السنين !

فـأنا أشفق على جيلا أتى بعدنا لم يرى مارأيناه ولم تنحفر بداخله تلك المشاهد .. بل دس له في العسل سم تطبيع وتجاهل لقضيتنا الأولى والأخيرة ألا وهي تحرير اقصانا

لا ادري ماالذي جعلني أكتب هذه الخواطر الآن. فـأنا فلا لا ادري هل سأكون من تلك الأمة التي ستحرر القدس ام لا لكني آمل وأعمل على ان يعطيني الله هذا الشرف العظيم ... لكن إلى هذا فـتلك خاطرة خطرت على بالي واحس بيها قلمي فـلم اجد بدا من كتبتها حتى لا ننسى هذا اليوم "30 سبتمبر 2000 "

فـاللهم ارزقني شهادة في سبيلك بعد عمر مديد في سبيلك واجعلنا ممن يحملون شرف الصلاة في مسجدك الاقصى المبارك



1 comment:

Salma said...

This is just .... :') Ameeen ya Rab.

Post a Comment