كلنا جواسيس

طالما فكرت ان اكتب هذا المقال بعد كل حادثة تحدث فى مصر تحمل تحت طياتها رائحة فتنة وكراهية بغيضة تزكم الأنوف و كنت أحاول إقناع نفسى بأن كل هذه الحوادث مجرد حوادث عادية يهولها البعض ويصغرها الأخر, ولكنها لا تعنى ما أمنت به الآن من حقيقة ومدى صحة نظرية المؤامرة التى طالما حاولوا ان نجعلنا ننساها او حتى ننسى تلك الكلمة أصلا !
ليتنا نفكر ولو لوهلة بعقل دون تسرع وقول ما إعتدنا على سماعه فى الهجوم على منفذى العملية وتبرئة انفسنا (كمسلمين) منهم او بإلقاء اللوم على اخواننا (المسيحيين) بأنهم هم السابقون بالإستفزاز أو مواساتهم وكل تلك التراشقات الواهية والشعارات الجذابة التى لا تسمن ولا تغنى من جوع الا يكفينا التصريحات التى لايصدقها عقل حول مرتكبى هذه الحوادث !
أريد فقط قبل ان استرسل فى الكلام ان اقولها وأنا مؤمن بها ان الإسلام بريء من هؤلاء (ان كانوا فى الأصل مسلمون) براءة الذئب من دم يوسف إبن يعقوب , فالإسلام سلوك ومعاملة بجانب العبادة.
إننى اريدكم ان تفكروا من وراء هذه الجرائم فعليا من هو المجرم الحقيقى الذى يقف الآن ضاحكا شامتا فينا مستمتعا بما وصلت عليه الأمور بيننا .
ليتنا نفكر ولو قليلا كيف نجح هذا المجرم الحقيقى فى نشر هذه الروح من الكراهية والفتنة داخل نفوس المصريين تجاه بعضهم البعض لم يعد الأمر مسلم ومسيحى او مسلم سنى ومسلم شيعى او وهابى بل وصل إلى أهلاوى وزمالكاوى ! كيف نجح فى بذر تلك البذرة البغيضة التى بدأت تتحول إلى جذور متشعبة فى نفوس المصريين تمتص منهم كل معانى الحب والتسامح والإخاء ! مخرجة إلى تراب مصر شجرة عفنة من الفتنة .
فكروا من نجح فى تفكيك العراق فكروا من نجح فى تفريق لبنان فكروا من نجح فى تشتيت السودان فكروا فكروا فكروا ! من غيره كانت وسيلته الأولى فى تحقيق غايته ذلك المبدأ البغيض "فرق تسد"... نعم إنه الآن يفرق ويفرق ونحن نساعده بكل غباء وجهل !
لم يعد بحاجة إلى ذخيرة أو سلاح صار مبدأه فليدمروا أنفسهم بأنفسهم,
هل فكرتم ما هو معنى الجاسوس ! الجاسوس ليس فقط من يمد العدو بالمعلومات بل هو كل من يساعده على تحقيق غايته أيا كانت الوسيلة
نعم أنا وأنت وكلنا جميعا جواسيس طالما تشعبت فينا تلك المعانى التى أقل ما توصف بالحقيرة
فلنفكر الآن هل نحن لازلنا جواسيس نساعد على مزيد من الفرقة والعنصرية بيننا
هل أنت مسلم حقيقى ! هل أنت مسيحى حقيقى ! هل أنت مصرى بحق ! أم انت مجرد جاسوس كالدمية فى يد ذلك الحقير !
ألم يأتى الوقت الذى نقتلع فيه تلك النبتة التى زرعوها فينا قبل أن نرى فى مصر ما نراه فى العراق ولبنان وغيرها...
ام نظل كما نحن جواسيس دون أن ندرى !
عبدالرحمن يحيى النجار
1 comment:
أستاذ يابني !
ربنا يكرمك
Post a Comment